نجم الدراويش Admin
عدد الرسائل : 117 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 13/05/2007
| موضوع: [ أصحاب يوسف ] الأحد مايو 27, 2007 10:09 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب يوسف
نعم .. انه نبي الله الكريم عليه السلام
سبحان الله
تخيلوا معي .. شاب جميل الوجه وسيم الطلعة فاتن الملامح ذكى جدا ورائع في كل شي
وبالاضافه إلى كل شي .. فهو.. حيي تقي
نعم فقد تمنى السجن والانعزال عن الدنيا و متاعها .. بل و كان هذا أحب إليه من أن يفعل شيئا يغضب الله
!! أي قلب ذهبي يملك !!
!! وأي روح شفافة هذه !!
!! وأي عقل راجح يفكر !!
يا الله .. كم تتمناه كل فتاة تحب الله .. وكم هو مثال رائع لشباب يفتقر إليهم هذا الزمان
!! ولكن !!
!! ألا يوجد له أصحاب !!
!! ألا نشاهد له ظلال !!
!! ألا يتشبه به الغلمان !!
بلى .. وهم حولنا دعونا نحاول أن نراهم وهيا معي ننظف غبارا تركم فوق عيوننا
فجعل الغشاوة حجابا أسودا منعنا من رؤيتهم
الوتد الحي
هو لا يريد أن ينام
انه يرتاح و باله غير مرتاح
انه قلق ربما يفوته الميعاد
خائف أن يتأخر عليه
ورغم كل الترتيبات والتنبيهات .. لم يستفد من أي منها
لأنه بكل بساطه.. استيقظ قبل الموعد بلحظات ليست قليله
أسرع و قفز من الفراش الدافئ تهيأ للخروج وأسرع يهرول
الآن الآن الموعد .. تسارعت دقات قلبه وتلاحقت أنفاسه وهي تختطف الهواء البارد الذي أسعده أن يجول بصدره وأخيرا وصل قبل انطلاق الأذان ( أذان صلاة الفجر )
احتضنه المسجد وابتسمت له الأركان وضحكت له القبلة وسعد بوجوده الجيران فهو من أوتاد المساجد ثابت على الإيمان
انه دائما أول من يصل وأول من يراه المؤذن عندما يرفع يديه لينادى بصوته الرنان
( الصلاة خير من النوم.. الصلاة خير من النوم )
شغل قلبه بانتظار حبيبته ولم يحب إلا الصلاة
انه من أصحاب يوسف
!! فهل لا زلتم نائمين !!
الأعمى
آه أيها الأعمى
انه لا يراهم ولا يستطيع أن يرى ما يفعلون
انه لا يعرف ما يشاهدونه على تلك الشاشة
انه لم يفتن بالنساء العاريات
انه لم يشغل بعيون الفتيات
انه لم يسير فى وأدى الذكريات مع الحبيبات
ان تكلمتم معه تعجبتم
وان سمعتم له تأثرتم
كيف تعلم و هو أعمى ؟؟ وكيف أصبح حكيما بلا خبره !!
ما لم تعرفوه .. أنه .. الأعمى البصير
فهو أعمى بإرادته أعمى برغبته أعمى بهدف نبيل
لا تتعجبوا .. فهو يملك زمام جفنه يرخيه على مقلتيه في الوقت المناسب
فتحترق كل محاولات إبليس
انه يعرف كيف يصرف نظره
انه يرى كل شيء إلا الحرام
ولم يفلح الشيطان في أن يسرق منه نظره
لأنه مشغول بذكر الله
ستعرفونه عندما ترونه يسير في الطريق مرفوع الرأس بعزة الإسلام
تبتسم عيناه وهو لا ينظر إليك .. يعرف طريقه ولا يرفع نظره لا لذل
ولكن لأنه الأعمى البصير
ولأنه.. من أصحاب يوسف
!! العندليب يغنى !!
!! هل هو يغنى !!
كل يوم يذهب إلى الجامعة ليس وحيدا لكن الجميع يراه أحيانا وحيدا
يقف ينتظر بالطريق ويهز رأسه وهو مستمتع و سعيد وأحيانا حزين !!
وكان الفضول يجر أصحابه إليه والكل يود أن يعلم
بأي أغنية يتمتم ذلك الشاب الحزين !!
ان الأمر محير اخوانى !! .. لمن يغنى القلب الحزين !!
بل لماذا تتوقف شفتاه عن التغني ولماذا يخفى الحنين !!
هل هو يغنى للحبيبة !! أم يغنى للمحبين !!
ولماذا لا تشركنا معك !! ربما يخف الأنين
وأخيرا نجح زميل له وتسلل من خلفه ليسمع غناءه ويكشف سره
انه يقترب خطوه خطوه بهدوووء وفجأة
أحس أن جسده يرتجف وأطرافه تتجمد وجف حلقه وتخشب لسانه ووقف كالتمثال يسمع والكل يترقب عودته بالخبر اليقين
طال انتظارهم فالتفت إليهم وعاد بخطى خجولة ليحكى لهم نتيجة تجسسه ان العندليب يتغنى ( بالقران )
كم هو جميل صوته
وكم هي رقيقة همساته
كانت نبراته تتهلل بذكر الجنة ورحمة الله فتستبشر ملامح وجهه ويظن الكل أنه يغنى
بينما يعتصر ألماً عند وصف جهنم وأهل النار فيرتجف العندليب خوفا أن يحرم من رؤية وجه الله
عاد الأصحاب كلهم من خلفه والكل مشتاق ليسمع صوت قلبه وساروا على أطراف أصابعهم الواحد تلو الأخر واستمعوا لمحب يناجى حبيبه بكلامه فانتهى و التفت إليهم فسارعت العبرات لتطل من أعينهم التي كانت تحتاج إلى صوته لتصبر لتصبر على زمن الفتن وتغسل ذنوبها بالندم
وناجته في حياء .. أيا صاحب يوسف
!! لماذا لا تجهر بالقران !!
!! هل أنت من أصحاب يوسف !!
سؤال لابد أن تسأله لنفسك
واليك الاجابه
ان كنت تسرع بإدارة وجهك أمام الشاشة عندما تقفز منها الفتنه متجسدة في أغنيه خليعة
فأنت من أصحاب يوسف
ان كنت تفضل أن تنتظر أو تصعد السلم بدلا من مصعد بيتك لأن فيه جارتك وحدها
فأنت من أصحاب يوسف
ان كنت تسرع بغلق سماعة الهاتف حين تهتز بصوت خليع ليس له هم إلا التلاعب بدقائق تمضى لتقربنا نحو القبر
فأنت من أصحاب يوسف
ان كنت تدق باب زميلك وتقف غاضا لبصرك حافظا لحرمة أهله
فأنت من أصحاب يوسف
ان كنت طبيبا يفتح عينه فيرى الله بقلبه قبل أن يرى جسد مريضته
فأنت من أصحاب يوسف
ان كن ت لاتسرع بالخطوات خلف الفتيات وتلاحقهن بالنظرات وتلاطفهن وتخدعهن بالكلمات ان كنت تعرض عن هذا
فأنت من أصحاب يوسف
!! ترى .. هل أنت من أصحاب يوسف !!
قال تعالى
( قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) | |
|